اليمن الإقتصادي :

(رويترز) – ذكرت خمسة مصادر لرويترز أن مصرف قطر المركزي أبلغ البنوك العاملة في البلاد بالتوقف عن تبادل عملتها مع جهات خارجية دون تصريح مسبق، في خطوة يقول مصرفيون إنها تهدف إلى إنهاء تباين سعر صرف الريال مقابل الدولار.

ويجرى تداول الريال القطري، المثبت رسميا عند 3.64 للدولار منذ عام 2001، بأقل من هذا السعر بالأسواق الخارجية في معظم الأحيان منذ منتصف عام منتصف 2017، عندما قاطعت أربع دول عربية الدوحة على أثر خلاف سياسي وجد طريقه للحل في مطلع عام 2021.

وذكرت المصادر المطلعة أن مصرف قطر المركزي أعطى توجيهات لمديري الخزانة في البنوك المحلية، في تعميم أرسله لهم أمس، بعدم الدخول في أي مقايضات للعملات للحصول على الريال أو الدولار مع أي جهة خارج قطر.

وأضافوا أن التعميم شدد على أنه يتعين على المصارف استصدار تصريح من البنك المركزي قبل القيام بأي معاملات من هذا القبيل.

وفي رد على استفسار من رويترز، ذكر المركزي القطري أنه “لا يتخذ أي إجراء للحد من قدرة البنوك على الدخول في مقايضات مع أطراف أخرى”.

وأشار إلى أن “مثل هذه الأمور تكون متروكة لتقييم إدارة الأنشطة التجارية والمخاطر في المصارف”، مضيفا أن تعميمات من هذا القبيل تُنشر على موقعه الإلكتروني.

وتتضمن أي اتفاقية لمقايضة العملات تبادل عملة بأخرى خلال فترة زمنية محددة، متضمنة دفع علاوة. وهي أداة تُستخدم لضمان ثبات سعر الصرف أو التحوط من تقلبات العملة.

وأنهت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العام الماضي خلافا مع الدوحة شهد قطع العلاقات السياسية والاقتصادية وحركة السفر بين الدول الأربع من جهة، وقطر من جهة أخرى، بسبب اتهامات لها بدعم إسلاميين متشددين، وهو ما تنفيه الدوحة.

وأفاد مصرفيون بأن العملات الأجنبية، وخاصة الدولار، كانت شحيحة في قطر خلال فترة القطيعة التي استمرت ثلاث سنوات ونصف. وكان البنك المركزي طلب من البنوك استصدار موافقة على شراء الدولار على أساس كل حالة على حده.

وبعد إنهاء المقاطعة، كان هناك توقع بأن يعود سعر الريال القطري ليتماشى مع السعر المثبّت، إلا أن هذا لم يحدث. وسعّر الوسطاء أمس الريال عند ما يتراوح بين 3.6805 و3.6855 ريال للدولار في السوق الخارجية.

وأظهرت بيانات رسمية أن الاحتياطيات الأجنبية وسيولة العملة الصعبة لدى المصرف المركزي في قطر ارتفعت بنحو 3.8 بالمئة في العامين الماضيين إلى 211.3 مليار ريال في يوليو تموز، مقابل 203.6 مليار ريال في 2020.

وقال خبير اقتصادي خليجي، طلب عدم نشر اسمه نظرا لحساسية الأمر، “من غير المنطقي أن تداول الريال ما زال غير ملتزم بسعر الصرف المثبّت”.

وأضاف “قطر تستقبل إيرادات دولارية أكثر من أي وقت مضى، ونظرا لقدوم مشجعين إلى قطر للمشاركة في كأس العالم، فيتعين أن يكون هناك طلب أعلى بكثير على الريال في الأسواق الدولية”.

وتستضيف قطر كأس العالم لكرة القدم في نوفمبر تشرين الثاني.