اليمن الإقتصادي :


 

قال تقرير اقتصادي أمريكي إن أمريكا تكبدت خسائر فادحة تصل إلى 23 تريليون دولار على مدى الثلاثين عاماً الماضية بسبب "عدم المساواة" على كافة المستويات بما فيها عدم المساواة في التوظيف والتعليم والأرباح. 

التقرير البحثي الذي نشرته مجلة "بروكينغز بيبارز" الصادرة عن معهد "بروكينغز" وشارك فيه متخصصون اقتصاديون منهم رئيسة البنك المركزي الأمريكي في مدينة سان فرانسيسكو، يدين الإدارة الأمريكية على مدار ثلاثين عاماً مضت ويقول إنها اتخذت حواجز هيكلية تجاه العديد من الأمريكيين في فرصة المشاركة في الاقتصاد. 

بسبب ذلك تُركت مواهب الملايين من الناس غير مستغلة بالكامل أو على الهامش، والنتيجة هي انخفاض مستوى الرخاء، ليس فقط للمتضررين، ولكن للجميع. 

وفوتت الإدارة الأمريكية منذ عام 2000 حتى 2020 فقط فرصة تحقيق 16 تريليون دولار إضافية للاقتصاد الأمريكي إذا كان تم سد الفجوات العرقية المتزايدة في المجتمع الأمريكي والمتجذرة في سوق العمل والوظائف. 

قوانين أمريكية ترسخ العنصرية 
الولايات المتحدة الأمريكية تمارس تمييزاً بين الأفراد على الأساس العرقي، وتوجد قوانين ترسخ عدم المساواة رغم قانون "الحقوق المدنية لعام 1964". 

معهد "بروكينغز" ذاته، كان في العام الماضي قد أكد أن متوسط دخل الأمريكيين السود خلال السنوات العشر الأخيرة كان أقل بنسبة 20 إلى 25% من متوسط دخل المواطنين البيض، وفقط القليل من السود من عائلات فقيرة ينجحون في الخروج من هذا الوضع. 

فالأمريكيون السود ذوو الآباء الذين يحتلون الخُمس الأخير في سلم الرواتب يرتقون وظيفياً إلى مراتب الدخل الأعلى فقط بنسبة 50% مقارنة مع "الأطفال البيض" وفقاً لـ"بروكينغز". 

وليست الوظائف فقط هي محل التمييز وعدم المساواة في أمريكا، فالقوانين الأمريكية تقر التمييز على مستويات الصحة والرعاية الصحية والتعليم أيضاً وفقاً لتقرير المعهد الذي صدر بالتزامن مع احتجاجات الأمريكيين بعد مقتل الأمريكي ذي الأصل الأفريقي "جورج فلويد" في العام 2020 على يد شرطي أمريكي أبيض. 

فالسود -وفقاً للمعهد- يعيشون غالباً في أحياء بها نسبة تلوث مرتفعة للهواء، وليس بمقدورهم شراء غذاء صحي، ويأكلون في الغالب الوجبات الجاهزة المجمدة، وهو سبب رئيسي في إصابتهم بأمراض مزمنة. والوضع الصحي السيء في المتوسط ينعكس في فرص حياة أقل، وهذا ما يتضح من حقيقة أن الأمريكيين السود يموتون بنسب أكبر نتيجة وباء كورونا بسبب الرعاية الصحية السيئة في أحيائهم.