اليمن الإقتصادي :

 

 

تمكنت السيارات الكهربائية وتكنولوجيا القيادة الذكية من أن تكون محور الحدث الأساسي لمعرض شنغهاي الدولي للسيارات الذي انطلق يوم الاثنين في المركز المالي الصيني. وتتجه الأعين بشكل كبير نحو أي تصريحات تصدر عن شركات، مثل "هواوي تكنولوجيز" و"شاومي"، وسط محاولة بعض أكبر الأسماء الصينية العاملة في مجال التكنولوجيا الانخراط في عالم المركبات الكهربائية.

يعتبر انعقاد هذا الحدث المثير للإعجاب أمراً فريداً من نوعه. فبرغم أن العديد من الدول لا تزال فريسة لتفاقم تفشي وباء كورونا، تمكنت الصين من احتواء الوباء بشكل كبير، ما يعني إمكانية انعقاد مثل هذه الفعاليات الكبيرة.

يستضيف المعرض أفضل وألمع ابتكارات السيارات في أكبر سوق للسيارات في العالم؛ حيث قام الجميع بداية من الشركات الناشئة إلى شركات صناعة السيارات الكبرى بضخ الأموال في وسائل النقل النظيفة.

واستطاعت "بلومبرغ نيوز" نقل كل ما يدور داخل الفعالية، التي تستمر حتى 28 أبريل، طوال يوم الصحافة الرئيسي. وتم التحديث اعتباراً من الساعة 4:15 مساءً بتوقيت بكين.

كان"ويليام لي" و"هي شياو بنغ"، رئيسا شركتي "نيو" و"إكس بنغ" على التوالي، في حالة جيدة، حيث أعربا عن تفاؤلهما بشأن مستقبل سوق السيارات الكهربائية في الصين وثقتهما تجاه الحفاظ على زخم المبيعات من الربع الأول.

وقال لي، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، إن شهر مارس كان "علامة فارقة لسوق السيارات الكهربائية الذكية في الصين، إذ استحوذت تلك السيارات للمرة الأولى على نسبة تزيد عن 10% من مبيعات السيارات الجديدة".

وأوضح: "المزيد من المستخدمين الأفراد يشترون المركبات الكهربائية، وأعتقد أن هذه بداية جيدة جداً. أنا متفائل جداً بشأن السوق هذا العام، حتى في النصف الثاني من العام".

في هذه الأثناء، توقع الرئيس التنفيذي لـ "إكس بنغ" دخول السوق مرحلة توسع سريعة في عام 2023، وسط الحاجة إلى المزيد من المركبات الكهربائية متوسطة السعر. وقال إن شركته الناشئة، التي أدرجت في البورصة الأمريكية مثل "نيو"، ستتلقى دعماً من خلال تقديم سيارة السيدان العائلية "إكس بنغ بي 5" في وقت لاحق من عام 2021.

"فولكس واجن" تضع أعينها على "تسلا" في الصين

يعتقد ستيفان ولينشتاين، الرئيس التنفيذي لشركة "فولكس واجن" في الصين، أن الأمر قد يستغرق عامين أو ثلاثة أعوام، لكن صانعة السيارات الألمانية ستتقدم في النهاية على "تسلا" من حيث مبيعات السيارات الكهربائية في أكبر اقتصاد في آسيا.

ويقول ولينشتاين إن شركة صناعة السيارات الأوروبية رفيعة المستوى لديها حصة نسبتها تقدر بأرقام فردية في سوق السيارات الكهربائية الجديدة، لكن يمكن لتلك النسبة تجاوز 10% خلال هذا العام.

الجدير بالذكر أن "فولكس واجن" لديها عدد من المشاريع المشتركة في الصين، بما في ذلك تلك المنعقدة مع "سايك موتورز" (SAIC Motor) ومجموعة "تشاينا فاو" (China FAW Group) ومجموعة "أنهوى جيانغواي" للسيارات (Anhui Jianghuai Automobile Group).

تقول شركة "غريت وول موتور" (Great Wall Motor) إن إجمالي مبيعات سيارات الطرق الوعرة قد يصل إلى 500 ألف سيارة بحلول عام 2025 بعد انفصالها عن العلامة التجارية "تانك" (Tank SUV) لسيارات الدفع الرباعي وتوجيه المزيد من الموارد إلى هذا القطاع.

لقد استثمرت أكبر صانعة لسيارات الدفع الرباعي في الصين ما يصل إلى 20 مليار يوان (3 مليارات دولار) على مدى الخمسة أعوام الماضية في منصة لتطوير المركبات المخصصة للطرق الوعرة، حسبما قالت الشركة يوم الاثنين في معرض شنغهاي للسيارات.

من جانبه قال ينس بوتفاركين، الرئيس التنفيذي لشركة "بورش" في الصين، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، إن شركته تتطلع إلى عام قياسي آخر في الصين، مع تبني سكان البلاد الأثرياء استخدام السيارات الرياضية.

وأوضح أن صانعة السيارات الفاخرة سلمت حوالي 90 ألف سيارة في الصين العام الماضي، وقال: "نعتقد بالتأكيد أن بوسعنا تسجيل عام قياسي آخر" في عام 2021، وربما نبيع نحو 100 ألف وحدة. وأشار إلى أن قاعدة عملاء "بورش" في الصين تضم فئات أكبر من الشباب والإناث والمزيد من البارعين في التكنولوجيا مقارنة بأي مكان آخر.

وأفاد أن الطلب على السيارات ذات البابين في الصين كان آخذاً في الارتفاع، في ظل تنمية الشركة لثقافة السيارات الرياضية. وقد سجلت سيارة "بورش تايكان" الأكبر حجماً مبيعات قوية أيضاً، حيث يتوفر الآن من هذه السيارة طراز فاخر وآخر دفع ثنائي للمبتدئين. وأوضح أن 75% تقريباً من عملاء سيارة "تايكان" في الصين جدد على العلامة التجارية.

 

الازدهار المستمر لـ "بي إم دبليو"

بدوره قال يوشين غولر، الرئيس التنفيذى لـ"بى إم دبليو" فى الصين، إن صانعة السيارات الألمانية بدأت عام 2021 بشكل قوي، حيث تم تسليم 229 ألف سيارة "بي إم دبليو" و"ميني" في الربع الأول، ما ساهم في رفع نسبة عمليات ما بعد البيع بنسبة 8% العام الماضي. ولطالما كان غولر متفائلاً، حيث يقول إن سوق السيارات سوف "يزدهر باستمرار" مع نمو الطبقة المتوسطة الثرية في الصين.

وأشار إلى أن أعمال بناء مصنع بالشراكة مع شركة "غريت وول" تتم "على قدم وساق"، وسيكتمل الهيكل الرئيسي في وقت لاحق من هذا العام. وأوضح أيضاً أن الشركة ستبدأ في إنتاج سيارتين من طراز "ميني إي في" (Mini EV) في عام 2023 من أجل بيعها في الصين والأسواق العالمية.

وبينما قررت شركة "دايملر ايه جي" المنافسة تخصيص علامتها التجارية من السيارات الصغيرة "سمارت" (Smart) للسوق الصينية فقط، لم يسر على هذا النحو مع سيارات "ميني" التابعة لـ"بي إم دبليو"، وقال غولير: "ستظل سيارات ميني دائماً علامة تجارية عالمية للسوق العالمية".

وقال رئيس الشركة السويدية لصناعة السيارات الكهربائية، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، إن "الثورة الكهربائية هامة". 

وأضاف: "علينا صنع شيئ هام حقاً هنا. يجب أن نكون حذرين حقاً بألا يُنظر إلى الصناعة على أنها ساحة لعب للمستثمرين فقط. نعم، التمويل مهم، لكن يجب أن يرتبط بقيمة إبداعية حقيقية للشركات المنتجة للسيارات".