اليمن الإقتصادي :

على الرغم من الفوائد الكثيرة التي أتاحها التطور التكنولوجي، إلا أنه من ناحية أخرى تسبب في زيادة مصادر التشتت، حتى أصبح من الصعب على الأشخاص التركيز في مهمة واحدة لمدة كافية دون انقطاع.

وفي ظل الشكوى المستمرة لمعظم الأشخاص من عدم قدرتهم على التركيز، وانخفاض إنتاجيتهم، يصبح تطبيق مفهوم العمل العميق ضروريا للغاية من أجل استعادة التركيز وإنجاز المهام بكفاءة.

ويشير مصطلح العمل العميق إلى القدرة على التركيز بدون تشتت في عمل معرفي، بينما العمل الضحل هو عمل غير معرفي، يتم إنجازه بذهن مشتت بأمور أخرى.

يتناول كال نيوبورت في كتابه «العمل العميق» الصادر عام 2016، العديد من الأفكار المهمة المتعلقة بالعمل العميق، ونستعرض في هذا التقرير أبرز هذه الأفكار:

ومن أجل إنتاج أفضل الأشياء يحتاج الشخص إلى الالتزام بالعمل العميق، ومن أجل تعلم الأشياء الصعبة بسرعة يحتاج الشخص إلى التركيز الشديد دون تشتت، ويكمن مفتاح تطوير عادة العمل العميق في تجاوز مرحلة النوايا، وإضافة الروتين إلى الحياة العملية.

ويؤكد نيوبورت أن الأنشطة التي يتطلب إنجازها تركيزا شديدا تدفع بالقدرات المعرفية إلى أقصى حدودها، وتساهم في تحسين مهارات الفرد، وتضيف قيمة للعالم.

وعلى الجانب الآخر يرى نيوبورت أن العمل الضحل الذي ينطوي على مهام لا تحتاج إلى تركيز، لا يضيف أي قيمة للعالم، وإذا قضى الشخص وقتا طويلا في القيام بالعمل الضحل، فإن ذلك سيقلل من قدرته على أداء العمل العميق.

وأصبحت القدرة على أداء العمل العميق نادرة بشكل متزايد، وفي الوقت نفسه أصبحت ذات قيمة متزايدة للاقتصاد، ونتيجة لذلك فإن الأفراد القليلين الذين ينمون هذه المهارة، ويجعلونها أساس حياتهم العملية، سوف يزدهرون.

ومن أجل أن يحسن الشخص أداءه في مجال معين يحتاج إلى ما يعرف باسم الممارسة المتعمدة، والتي تنطوي على أمرين أساسيين هما أن يركز انتباهه بشدة على مهارة محددة يحاول تطويرها أو فكرة يحاول إتقانها، وأن يتلقى آراء وتعليقات حتى يتمكن من تصحيح نهجه ليركز انتباهه على المسار الذي يجعله أكثر إنتاجية.

من أجل أن يحقق الشخص أفضل إنتاجية، فإنه يحتاج إلى العمل والتركيز الكامل لفترات طويلة على مهمة واحدة دون تشتت، ويميل الأشخاص في بيئة العمل إلى القيام بأسهل الطرق في العمل، عندما لا تكون هن