
في خضم الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، يبرز معدن الديسبروسيوم الذي يدخل في صناعة السيارات الكهربائية، وتستحوذ بكين على أكثر من 90% من إنتاجه، كورقة ضغط على واشنطن.
وقالت "وول ستريت جورنال"، إن الصين عمدت هذا الشهر إلى تعقيد إجراءات صادرات عدد من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات، في إطار ردها على الرسوم الجمركية الأميركية، ما أثار حالة من الذعر بين شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة.
ومعدن الديسبروسيوم، الذي يحمل الرقم الذري 66 ويعد من فئة المغناطيسات، هو معدن نادر يتميز ببريق معدني فضي، يدخل في تصنيع مغناطيسات تشغل كل شيء من المعدات الطبية إلى محركات السيارات الكهربائية، بحسب الصحيفة.
وقال مسؤول تنفيذي كبير في قطاع السيارات للصحيفة: "لا يمكنك بناء المحرك من دون المغناطيس…إذا أردنا أن يستمر إنتاج السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، لا بد من إيجاد حل لهذه المسألة".
وبموجب القواعد الصينية الجديدة، بات يتعين على الشركات الأميركية تقديم طلب للحصول على ترخيص لتصدير هذه المعادن من الصين، وهي عملية قد تستغرق عدة أشهر، ما يترك صانعي السيارات في حالة من عدم اليقين إزاء قدرتهم على تأمين إمدادات هذه المادة الثمينة.
ورغم تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن إدارته تجري محادثات نشطة مع بكين بشأن التجارة، لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه المناقشات ستؤدي إلى تخفيف موقف الصين حيال هذه الصادرات تحديداً.
ويُعد الديسبروسيوم، من نواحٍ عدة، النموذج المثالي للمعادن الأرضية النادرة. واكتشفه كيميائي فرنسي عام 1886، وأطلق عليه اسماً مستمداً من الكلمة اليونانية التي تعني "صعب المنال".
ورغم أن الديسبروسيوم يُستخرج من مناجم في الصين وميانمار وأستراليا والولايات المتحدة، فإن تحويله إلى مادة صالحة للاستخدام يتطلب عملية مكلفة متعددة الخطوات، كما أن معظم الخبرات المتعلقة بتكرير هذا العنصر تتركز في الصين.
وبحسب بيانات حكومية أميركية وشركة الأبحاث "موتور إنتليجنس"، تم تصنيع نحو 900 ألف سيارة كهربائية في الولايات المتحدة العام الماضي.
وتشهد أسعار هذه العناصر بالفعل ارتفاعاً حاداً، فقد ارتفع سعر معدن التيربيوم، وهو معدن نادر آخر يستخدم في المغناطيسات، بنسبة 25% هذا الشهر، وفقاً لما ذكرته نيها موكيرجي، المحللة الصناعية في شركة "بنشمارك مينرال إنتليجنس".
وقال خبراء إن الصين توفر أكثر من 90% من الإمدادات العالمية للمعادن الأرضية النادرة، ولم تتمكن أي دولة أخرى حتى الآن من إنتاجها على نفس النطاق أو بالكلفة ذاتها.
وتواجه الولايات المتحدة تحدياً مزدوجاً، إذ لا يوجد لديها سوى منجم كبير واحد للديسبروسيوم في ولاية كاليفورنيا.