اليمن الإقتصادي :


الحسين اليزيدي
يشارك فرسان التنمية في اقامة المجالس الرمضانية للتوعية بهدى الله في مختلف المجالات من واقع الإيمان والاستشعار بالمسؤولية، بالإضافة للتوعية بأهمية الجمعيات التعاونية والتحشيد والانتساب لها والدعوة للمساهمة في الجمعيات وضرورة اقامة المبادرات المجتمعية، انطلاقًا من أهمية العمل التعاوني التنموي القائم على هدى الله واقتداءً بمنهجية ذي القرنين للاعتماد على النفس وعدم الاتكال على الغير، في إطار مواجهة التحديات على بلادنا من عدوان وحصار اقتصادي من قبل أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل وأعوانهم العرب.
معتبرين ذلك مسؤولية دينية واستشعارا بالمسؤولية تجاه الأمة والمجتمع، والدعوة لأعمال الإحسان والتكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، وتوجيههم إلى الطريق وفق هدى الله ودحض الأفكار الدخيلة على المجتمع والأهتمام بالاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، لتحقيق استقلالية القرار الاقتصادي.
في هذا السياق يؤكد أبو علي الخنن، ثقافي جمعية ساحل تهامة، أن الجمعية قامت بتأهيل فرسان التنمية في جميع المديريات تأهيلًا ثقافيًا وفكريًا منذ انطلاقتهم وصاروا اليوم هم من يقيمون المجالس الرمضانية في مختلف مديريات تهامة. وأشار إلى أن الجمعية وعبر فرسان التنمية استغلت المجالس الرمضانية لنشر هدى الله ودينه، وتوعية المجتمع لمواجهة الثقافات المغلوطة التي حاولت الجماعات الوهابية نشرها عبر الأجيال الماضية.
مضيفاً، أن مظلومية غزة والقضية الفلسطينية كشفت الحقائق حول مواقف الدول العربية والإسلامية، حيث اتضح من يقف مع قضايا المسلمين ومن يتعاون مع اليهود ككثير من الدول العربية المطبعة التي انكشفت خيانتها وتعاونها مع الكيان الصهيوني، على عكس محور المقاومة الذي وقف جنبا إلى جنب مع أهلنا في غزة ضد أمريكا وأدواتها وعدوانها وحصارها الاقتصادي على بلادنا.
ويذكر ثقافي جمعية ساحل تهامة، أن الجمعية تعمل وفق خطة عمل مبرمجة ومدروسة لتوعية الناس بالثقافة الجهادية، واسناد الصيادين من خلال تقديم قروض بيضاء وتجهيزهم للخروج للصيد. كما قامت الجمعية بشراء الأسماك مباشرة من الصيادين وتقديم اسناد ساهم في تخفيف معاناتهم واستمرارهم في العمل والصيد.
ويشير أبو علي إلى أن فرسان التنمية كان ضمن تركيزهم خلال المجالس الرمضانية، التوعية بأهمية المبادرات المجتمعية، مستلهمين في ذلك منهجية ذي القرنين بالمتاح والممكن وعدم اليأس والقنوط، واقامة مبادرات مجتمعية، وتعالج مشاكل المجتمع بشكل عملي، مثل مبادرات دعم وتيسير عمل الصيادين، وتحسين الخدمات الصحية، وتوفير المياه النظيفة.
وأكد أن هذه المبادرات المجتمعية استثمار في مستقبل المجتمع كونها أعمال إحسانية تطوعية تسهم في بناء جيل واعٍ قادر على تحمل المسؤولية، يعمل لخدمة نفسه وفق منهجية ذي القرنين، التي تجمع بين الإيمان والعمل، لتحقيق التنمية القائمة على هدى الله لبناء مجتمع قوي ومتماسك."
نتائج:
ومن جهته أحد فرسان التنمية علي قعشة، منسق مؤسسة بنيان التنموية في مديرية ذي سفال، إن الجمعية وفرسان التنمية عبر المجالس الرمضانية نفذوا حملات توعوية بأهمية العمل الطوعي والمبادرات المجتمعية، ويضيف أنهم قاموا بطباعة وتوزيع أكثر من 10 آلاف بروشور في 35 مجلسًا رمضانيًا، حيث تم توعية أكثر من 3500 مستفيد وتحشيدهم للمساهمة في الجمعية في العام السابق، و250 في هذا العام حتى الآن.
وأشار قعشة إلى أن الجمعية وفرسان التنمية نفذوا عبر المجالس الرمضانية أكثر من 60 مبادرة مجتمعية، والتوعية بأهمية الجمعيات التعاونية ودورها في تنمية المجتمع وتنظيم العمل الزراعي.
مضيفا، أن جمعية ذي سفال التعاونية كان لها دور كبير عبر فرسان التنمية والمنتسبين لها في إحياء المجالس الرمضانية لتطبيق البرنامج الرمضاني.
بنيان:
بدوره، أكد ضابط برنامج التطوع في مؤسسة بنيان التنموية عبدالقادر الديلمي أن جهود فرسان التنمية مرتبطة بمبادئ العطاء والإحسان، حيث يربط الفرد عمله بتقدير الله وثوابه، للمساهمة في نشر الوعي حول القيم الصحيحة ويعملون على دحض المفاهيم المغلوطة التي تروجها بعض القوى العالمية، مثل ثقافة الاتكالية وانتظار المساعدات.. علاوة على ذلك، يُتوقع من هؤلاء المتطوعين (فرسان التنمية) يوجهوا مجتمعاتهم ويستنهضوا طاقاتهم في كل المجالات، من خلال تعزيز الوعي بكيفية تفعيل الموارد المتاحة، وتوجيه الإمكانات المادية والبشرية نحو العمل والإنتاج الزراعي والصناعي والخدمات، في النهاية، يسعون لتشكيل مبادرات يجمعون فيها الإمكانات ويفعلونها بما يعود بالنفع على الناس، وفق منهجية ذو القرنين لا يقتصر التطوع على افراد دون آخرين بل هو مسؤولية دينية على كل فرد في المجتمع بمختلف أعمارهم وخبراتهم وتعليمهم وقدراتهم وامكانيتهم فكما على الطالب دور والمزارع والعامل فهو واجب على المتخصص والطبيب والمهندس وغيره.
موضحا، أن مؤسسة بنيان وعبر منهجيتها، بالتعاون مع السلطة المحلية والأطر المجتمعية تقوم باختيار المحسن المبادر لتدريبه على أساسيات العمل الطوعي والمشاركة المجتمعية والتوعية وإكسابه مهارات قيادية تمكنه من أن يصبح فارسا قادر على تحريك عجلة التنمية في منطقته، ويُعنى المتطوعون الذين تم تدريبهم بالانطلاقة نحو تعزيز الجهود التنموية خاصةً في القرى والمناطق النائية، لإطلاق المبادرات التنموية والخدمية وتوعية المجتمع بأهمية الجمعيات التعاونية وتكوين الأطر لها عبر مختلف الوسائل المتاحة ومن ضمنها المجالس الرمضانية.