اليمن الإقتصادي :


بعد حوالي نصف عام، فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في ردع عمليات حكومة صنعاء في البحر الأحمر، حيث تواصل الأخيرة هجماتها على السفن المرتبطة بـ إسرائيل والولايات المتحدة و بريطانيا، وهو ما يعتبره المجتمع الدولي تعطيلاً للتجارة العالمية وتحدياً صعباً بشكل متزايد للجيش الأمريكي الذي يصنف بكونه الأقوى.

صحيفة ذا هل الأمريكية، قالت في تقرير أخير اطلع عليه بقش، إن القصف الأمريكي المتكرر على مواقع برية في اليمن لم يفعل شيئاً يُذكر لوقف حكومة صنعاء التي تمكنت من استخدام أسلحة متطورة مثل الطائرات المسيرة في المياه السطحية والصواريخ الباليستية المضادة للسفن لإرباك القوات الأمريكية. 

وقد حافظت حكومة صنعاء على وتيرة الهجمات بأكثر من 190 عملية إطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ منذ بدء الجهود في أواخر أكتوبر الماضي، وفقاً لذا هيل، وبينما حاولت الولايات المتحدة إحباط معظم المحاولات اليمنية لإلحاق الضرر بالسفن التجارية، فقد أغرق المقاتلون اليمنيون الآن أو ألحقوا أضراراً جسيمة بأربع سفن تجارية على الأقل، إلى جانب احتجاز واحدة، فضلاً عن أربعة بحارة لقوا مصرعهم.

وجاء الهجوم الناجح الأخير في 23 يونيو المنصرم، عندما ضربت حكومة صنعاء السفينة التجارية "ترانس وورلد نافيجيتور" التي ترفع علم ليبيريا وتملكها اليونان، علاوة على غرق السفينة توتور في البحر الأحمر.

--موقف صعب للجيش الأمريكي:

جيريمي روبرتسون، قائد المدمرة الأمريكية "يو-إس-إس كارني" إلى الشرق الأوسط، قال في تصريحات تابعها بقش الاثنين، إن المعركة التي جرت في البحر الأحمر مع حكومة صنعاء هي "رحلة لا مثيل لها"، وإن هذه المعركة "لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية".
وأضاف روبرتسون: "لقد التقطنا أول طائرة دون طيار، على نظامنا على بعد نحو 60 أو 70 ميلاً منا". وقامت سفينة "كارني" (قبل أن تعود المدمرة إلى موطنها، في مايبورت في ولاية فلوريدا) بتتبع واعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ التي جاءت ضمن نطاقها، وهي أولى الطلقات الأمريكية التي أُطلقت دفاعاً عن إسرائيل. وأطلقت "كارني" النار على أكثر من 15 هدفاً، واستمرت المعركة تسع ساعات.
وحسب قائد المدمرة، جيريمي روبرتسون، لم تخض أي سفينة تابعة للبحرية الأمريكية معركة كهذه منذ الحرب العالمية الثانية، ولا تبدو السفينة "كارني" مدججة بالسلاح، بل مجرد مدفع واحد يمكن رؤيته على سطحها الأمامي، لكن بمجرد إعطاء إشارة للقتال، ستفتح فوهات المدمرة وتخرج الصواريخ وتقضي على الهدف.

وأكد القبطان الأمريكي أن المدمرة كانت تطلق صواريخ بقيمة "مليون دولار" على طائرات مسيرة تبلغ قيمتها "ألف دولار فقط".

وعودةً إلى تقرير "ذا هيل"، تورد الصحيفة أن تأثير الصراع على التجارة العالمية يتزايد مع استمراره، رغم أنه يتم استيعاب التكاليف الاقتصادية إلى حد كبير من قبل صناعة الشحن والبائعين المباشرين في الوقت الحالي.

ويقول عدنان مزاري، وهو زميل غير مقيم في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي الذي يركز على اقتصادات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، إن حركة المرور انخفضت بنسبة 50% في ممر البحر الأحمر، مؤكداً أن عمليات حكومة صنعاء قلصت حركة الموانئ لدول عدة وأولها إسرائيل.

لكن استمرار الصراع يمكن أن يبدأ في التأثير على أجزاء أخرى من العالم، وخاصة أوروبا، حيث تتدفق تكاليف الشحن المتزايدة إلى المستهلك العادي، وفقاً لمزاري الذي أضاف: "ذلك قد يزداد سوءاً بشكل كبير إذا تحققت حرب محتملة أوسع على الجبهة اللبنانية".
هذا وكانت البحرية الأمريكية في حالة تأهب دائم منذ بدء الاشتباك الكامل مع القوات اليمنية في يناير الماضي، لإسقاط الطائرات بدون طيار بسرعة وشن هجمات مضادة على أصول يمنية تتبع حكومة صنعاء، ورغم ذلك غادرت حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" الشرق الأوسط، وأرسلت واشنطن تعزيزات إلى المنطقة لصالح مجموعة أيزنهاور، التي تم نشرها منذ أكتوبر لردع التصعيد الإقليمي اليمني.