
أحيت عدد من المحافظات اليمنية اليوم السبت، عيد المشاقر، الذي يصادف الأول من يونيو من كل عام، وتعد هذه الذكرى السادسة للاحتفاء بهذه المناسبة بشكل منتظم.
احتضنت حديقة السبعين اليوم بصنعاء، فعالية احتفالية بعيد المشاقر، نظمها ناشطون، وألقيت خلال الاحتفالية عدد من الكلمات والقصائد الشعرية والرقصات الشعبية.
كما شهدت مدينة تعز، فعالية احتفالية تخللتها عدد الفقرات والبرامج كالشعرية والمسرحية والكلمات المعبرة عن المناسبة دلالة ورمزية المشاقر، كما تم استعراض بعض الرقصات الشعبية اليمنية.
وفي سياق الاحتفال بالذكرى السادسة، أقيمت فعاليات احتفالية مصغرة في محافظات آخرى كالحديدة، ومأرب وإب.
في هذا الصدد، كتب مؤسس عيد المشاقر الناشط محمد علي، في صفحته على فيسبوك: "في الأول من يونيو كل عام يحتفل اليمنيون في الداخل والخارج بيوم #عيد_المشاقر_1_يونيو، باعتباره عيدا لكل اليمنيين بمختلف توجهاتهم وإنتمائاتهم، وهو بمثابة حمامة سلام ورمزا للصمود والاعتزاز بالهوية اليمنية، ودعوةٌ صريحةٌ لنبذ الفرقة والانقسام، والالتفافِ حول الوحدة والسلام".
(موروث شعبي)
مضيفا": للمشاقر دلالات كثيرة يصعب حصرها الى جانب كونها رمزا للجمال والصفاء والسلام والفرح والاحتفال، واعادة الجمال للطبيعة، ولها ستخدامات عديدة فهي تعد عطرا تقليديا ومن أدوات الزينة، واكثر من زينة وانما جزء من الهوية الثقافية والتراثية لليمن".
ولفت مؤسس عيدوالمشاقر، أن علاقة الإنسان اليمني بالمشاقر قديمة قدم حضاراته وأن الإنسان اليمني حرص منذ عصور على زراعتها كجزء من تراثه الأصيل، وكان يوليها اهتماماً كبيراً يعكس علاقته مع تلك النبتة الفوّاحة بثقافته اليمنية، وأغصانها الضاربة جذورها في موروثنا الشعبي اليمني.
(احتفال موازي)
وفي هذا الصدد دشن ناشطون من داخل اليمن وخارجها هشتاج عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت وسم #عيد_المشاقر_1_يونيو، كما تداول رواد منصات التواصل صور المشاقر بمختلف انواعها على نطاق واسع.
واستخدم الناشطون الهاشتاغ وصور المشاقر للدعوة لإحلال السلام والأمن في اليمن وتغليب رائحة المشاقر على رائحة البارود.
(المشاقر تتخطى الجغرافيا)
هذا العام تخطى الاحتفال ب(عيد المشاقر السادس) جغرافيا البلد، حيث تولى طلاب مبتعثين وناشطون يمنيون في المهجر في الاحتفال بعيد المشاقر في محل اقامتهم.
ونشر عدد من الطلاب اليمنيين والناشطين في الخارج في عدة دول منها الهند وروسيا وهولندا، صورا لهم وهم مُكليين بالورود لدلالة على المشاقر، بهدف مشاركة أقرانهم في الداخل بعيد المشاقر السادس_1_يونيو.
(المشاقر جمال وهوية)
المشاقر هي مجموعة نباتات عطرية متنوعة في شكلها ورائحتها، تستخدم للزينة عند النساء والرجال، وترمز إلى القوة والجمال والفرح والاحتفال وتختلف اشكالها وطريقة استخداماتها من منطقة يمنية إلى إخرى.
وقد ذُكر أول تعريف للمشاقر في (المعجم اليمني)، لمطهر الإرياني، قال فيه:
«إن المشاقر هي النباتات التي يتخذها الناس لتزيين رؤوسهم، وهي أضاميم الورد والريحان وغيره مما يتشقرون به، طلباً للزينة والرائحة الطيبة، ويقوم الرجال المتشقرون بغرز تلك الأغصان في طيات ما يتعممون به من شالات و”سمايط” و”دساميل”، وحتى يغرزون الزهور والنباتات في فتحات كوافي الخيزران، وقوافع» سعف النخل”.
وقد تجد شاباً تهامياً غرز “المشقر” في شعره، وثبته بذلك الطوق الفضي المسمّى “عكاوة”، وقد يتشقر البعض بطوق يظهره من أغصان بعض النباتات الطيبة، ويتوج بذلك الطوق رأسه مثل إكليل الغار، ولشدة ميل الناس إلى هذا التزين، فقد تجد البائس حاسر الرأس الذي لا عمامة له ولا عكاوة! فيغرز “المشقر”، في شعره ويثبته بخيط، ويسير متخايلاً به. كما كانت النساء يتشقرن بوضع تلك الأضاميم من الزهر والأغصان من الريحان بجانب خدودهن، بحيث تبدو ظاهرة خلال ما يضعنه على رؤوسهن من خُمُر، كما تستخدم نباتات المشاقر في صناعة العطور، فقد ابتكر اليمنيون قديمًا عطور وبخور ومرطبات للجسم من أزهارها وبذورها وأوراقها الجافة.