اليمن الإقتصادي :

 

 

قال روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" الدولية لخدمات الطاقة: "إن أسعار النفط ستواصل التقلبات خلال الأسبوع الجاري، بسبب حالة عدم اليقين المهيمنة على السوق في ضوء إشكاليات توزيع اللقاحات وتجدد الإصابات والإغلاقات المرتبطة بجائحة كورونا"، لافتا إلى أن "أوبك+" تبذل جهودا مكثفة وتعقد اجتماعات شهرية متلاحقة من أجل ضمان الحفاظ على استقرار السوق وتوازن العرض والطلب.

وأشار إلى وجود زيادات إنتاجية متوقعة خارج نطاق اتفاق "أوبك+" ومنها الإنتاج الليبي الذي يسابق الزمن للتعافي إضافة إلى المحادثات الجارية حاليا بشأن الملف الايراني التي ستستكمل في فيينا يوم 16 أبريل الجاري ومن المحتمل أن تشهد تقدما بشأن رفع العقوبات الاقتصادية وتخفيف القيود على إنتاج النفط الخام.

من جانبه، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة "إن فرص تراجع الأسعار بشكل واسع صارت محدودة للغاية بسبب قيود أوبك+ التي تترافق أيضا مع توقعات بمحافظة استثمارات النفط الصخري في الولايات المتحدة بشكل عام على انضباط الإنفاق"، مشيرا إلى أن الحفر لمجرد الحفر أصبح سمة لا تناسب السوق في ظل تحديات المرحلة الراهنة، كما أن الإنفاق الذي يتجاوز التدفقات النقدية أصبح شيئا من الماضي.

ولفت إلى أن أغلب شركات الطاقة الأمريكية تركز فى الوقت الراهن على تعزيز مراكزها المالية وتسوية المديونيات إضافة إلى إعادة مزيد من الأموال إلى المساهمين، مشيرا إلى أن أغلب التوقعات والتقارير الدولية ترجح ألا يعود إنتاج النفط الأمريكي أبدا إلى الذروة الأسبوعية البالغة 13 مليون برميل يوميا قبل انهيار السوق في أبريل من العام الماضي حيث يستقر حاليا بالفعل عند نحو 11 مليون برميل يوميا، بحسب إحصائيات إدارة الطاقة الأمريكية.

وترى، أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية أن الأسعار في طريقها إلى حصد مزيد من المكاسب إذا تمت السيطرة على الإصابات الجديدة وزيادة فاعلية جهود توزيع لقاحات كورونا دون خلافات دولية، مشيرة إلى أن مستوى 60 دولارا للبرميل الحالي هو مستوى جيد ومعزز للاستثمار وقد يدفع المنتجين الأمريكيين في فترات لاحقة في نهاية العام أو العام المقبل إلى زيادة الإمدادات بشرط استقرار الأسعار حول هذا المستوى أو أكثر.

وأشارت إلى أن المنافسة بين "أوبك+" والمنتجين الأمريكيين على الحصص السوقية ومستويات الإنتاج والإمدادات تقلصت بالفعل على نحو واسع، حيث باتت "أوبك+" على قناعة تامة بأن نمو الإنتاج الأمريكي من أجل النمو فقط قد انتهى.

ويشير ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات إلى أن الأسعار ستبقى تحت السيطرة بسبب تضافر جهود المنتجين لبقاء السوق متسقة ومتوازنة، حيث حرصت "أوبك+" في الاجتماع الأخير على طمأنة السوق والتأكيد على عدم الضغط على الأسعار عن طريق تخفيف التخفيضات أكثر من اللازم.

وذكر أن "أوبك+" تراقب السوق من كثب وتستجيب بزيادات الإنتاج بشكل دقيق ومحسوب وتأخذ في الحسبان وتيرة تعافي الإنتاج الأمريكي، لافتا إلى أن تخفيضات الإنتاج التي بدأتها المجموعة في العام الماضي تراعي احتياجات ومتطلبات السوق ومنع تكرار سيناريو انهيار أسعار النفط الذي ألحق أضرارا واسعة بميزانيات منتجي "أوبك" الذين لا يزالون يعتمدون بشكل كبير على عائدات النفط.

من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، أغلقت أسعار النفط منخفضة يوم الجمعة وبلغت خسائرها نحو 2 في المائة، هذا الأسبوع في ظل زيادات للإنتاج وتجدد إغلاقات مكافحة كوفيد - 19 في بعض الدول ما ألقى بظلاله على حالة التفاؤل حيال تعافي الطلب على الوقود.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتا بما يعادل 0.4 في المائة، ليتحدد سعر التسوية عند 62.95 دولار للبرميل. وأغلق الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط منخفضا 28 سنتا أو 0.5 في المائة، عند 59.32 دولار.

ويتعرض النفط لضغوط بعد قرار منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك وحلفائها، فيما يعرف بمجموعة "أوبك+"، زيادة الإمدادات مليوني برميل يوميا بين أيار (مايو) وتموز (يوليو).

من جانبه، ذكر تقرير "بيكر هيوز" الجمعة أن عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة زاد بمقدار اثنتين هذا الأسبوع ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 432.

وفي الأسبوع الماضي زاد عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة بمقدار 13، فيما لا يزال العدد الإجمالي لمنصات التنقيب عن النفط والغاز النشطة في الولايات المتحدة أقل بـ170 من هذا الوقت من العام الماضي.

وظل عدد منصات النفط كما هو عند 337 هذا الأسبوع وزاد عدد حفارات الغاز بمقدار 2 إلى 93 كما ظل عدد الحفارات المتنوعة كما هو. وانخفضت تقديرات إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في الثاني من نيسان (أبريل) بمقدار 200 ألف برميل يوميا هذا الأسبوع إلى 10.9 مليون برميل.

وتقدر إدارة معلومات الطاقة الآن أن إنتاج النفط الأمريكي سيصل إلى 11.04 مليون برميل يوميا هذا العام، مع تركيز منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة على إعادة الأموال إلى مستثمريهم بدلا من زيادة الإنتاج. وقد انخفض إجمالي عدد الحفارات في كندا هذا الأسبوع بمقدار 11 ومنصات النفط والغاز في كندا الآن 58 منصة نشطة بزيادة 23 عن العام الماضي.