اليمن الإقتصادي :

 


قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن إسرائيل بحربها وحصارها على غزة أصبحت بعيدة عن دول العالم وقريبة فقط من دول مجموعة السبع الغنية التي تشمل أكبر اقتصادات العالم، وأن عزلة إسرائيل عن العالم صاحبها دعم دولي ساحق لحق الفلسطينيين في تقرير المصير. 

وعلى نطاق دولي واسع، أصبحت إسرائيل مدانة في هذه الحرب، وهناك حالياً 139 من أصل 192، أو 72% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعترف بـ فلسطين ضد الرغبات الصريحة للولايات المتحدة وإسرائيل، وهذا يشكل تقريباً كلاً من آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، إلى جانب المكسيك والعديد من البلدان الأوروبية مثل السويد. 

وهذا الاعتراف العالمي له آثار مادية محدودة على الفلسطينيين، سواء كانوا يعيشون في أراضي فلسطين التاريخية أو في المنفى، لكنه يشير إلى انقسام أوسع في الرأي العام العالمي. 

تطرقت الغارديان أيضاً إلى أن حكومة مصر مشاركة في حصار غزة مع إسرائيل، وأشارت إلى أن الاتفاقيات التي وقعتها الدول المدعومة من أمريكا مع إسرائيل، مثل الإمارات، هي اتفاقيات لم تحقق أي مكاسب للفلسطينيين، وأن الدعم الذي كان يتلقاه الفلسطينيون من الحكومات العربية قبل 50 عاماً تبخَّر تقريباً. 

العلاقة الوثيقة مع G7 الغنية والغربة العالمية 

في ما يتعلق بالقضايا الرئيسية للسياسة والاقتصاد الدوليين، هناك فجوة بين مجموعة صغيرة من القوى الاستعمارية السابقة وبقية العالم، ويحيل الانقسام العالمي حول القضية الفلسطينية حالياً إلى الانقسام الطويل الذي كان بين مجموعة الـ77 الاقتصادية (التي تأسست عام 1964) ومجموعة السبع الغنية. 

وتعد دول السبع الكبرى أكبر الشركاء التجاريين لإسرائيل، وتشير الغارديان إلى أن دول المجموعة تحب أن تقدم نفسها كمنقذة، لكنها تلعب وفقاً لمجموعة واحدة من القواعد بينما تجبر مستعمراتها السابقة على اللعب وفقاً لمجموعة أخرى، مؤكدةً: "ارتباط إسرائيل الوثيق بمجموعة السبع الكبرى (G7) يغذي فكرة أنها مرتبطة بالاستعمار الغربي الجديد في العالم العربي". 

واكتسبت إسرائيل سمعة في معظم أنحاء الجنوب العالمي كحليف قوي للحكومات القمعية التي تسعى إلى تدمير النضالات والحركات الشعبية، إلى جانب أنشطة إسرائيل التجارية ضد الحريات في دول آسيا وبيع الأسلحة هناك، مثل الهند و الفلبين وميانمار. 

وتخلص الغارديان إلى أن حرب إسرائيل على غزة أصبحت مثالاً على الفجوة الصارخة التي ظهرت بين مجموعة السبع الكبرى G7 وبقية العالم. 

ولا يُرجَّح أن تستفيد إسرائيل من ارتباطها الطويل بالقوى الإمبريالية في مجموعة السبع، فإذا كانت قد تقاربت الآن مع المجموعة، فقد زاد شعورها بالاغتراب عن باقي سكان العالم. 

وساهمت المجازر الإسرائيلية في غزة بالشعور المتزايد بأن النظام الدولي الحالي يفتقر إلى الشرعية.