اليمن الإقتصادي :

 
فؤاد عبدالله -

منذ منتصف يوليو الماضي، تشهد الأسواق اليمنية إقبالاً واسعاً على فاكهة الرمان، وهي واحدة من أشهر الفواكه التي ينتجها المزارعون اليمنيون في مختلف المحافظات، حيث يبدأ موسم زراعتها من شهر يونيو وينتهي في شهر نوفمبر من كل عام. 

ويكتسب الرمان اليمني أهمية خاصة، كونه أجود أنواع الرمان في العالم، ما جعله يمتلك قدرة تنافسية عالية في الأسواق الخارجية مقارنة بأنواع الرمان التي تنتجها البلدان الأخرى، حيث تنتشر زراعة هذه الفاكهة الشهيرة في حوالي 15 محافظة يمنية، أكبرها إنتاجاً محافظة صعدة، وتليها بالترتيب محافظات: عمران، ذمار، و صنعاء، أما باقي المحافظات فتنتج أقل من 1000 طن سنوياً. 

وبحسب مدير عام التسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة والري بـ حكومة صنعاء، فإن إنتاج اليمن من فاكهة الرمان بلغ في العام 2019 نحو 27 ألفاً و567 طناً، من مساحة مزروعة قدرها 2630 هكتاراً. وبلغت إنتاجية محافظة صعدة 19 ألفاً و214 طناً من مساحة زراعية بلغت ألفاً و618 هكتاراً، فيما بلغت إنتاجية محافظة عمران ألفين و610 أطنان، تلتها محافظة ذمار بنحو ألف و693 طناً، ثم صنعاء بما يعادل ألفاً و507 أطنان. 

وتزايدت أرقام إنتاج الرمان والمساحة المزروعة بين الأعوام 2014 - 2018، حيث بلغ في العام 2014 إنتاج الرمان في اليمن 27 ألفاً و765 طناً من مساحة 2918 هكتاراً، وفي العام 2015 بلغ الإنتاج 24 ألفاً و433 طناً من مساحة 2772 هكتاراً، و24 ألفاً و324 طناً من مساحة 2757 هكتاراً في العام 2016، تلاه إنتاج 2017 بـ24 ألفاً و82 طناً من مساحة 2717 هكتاراً، قبل أن يرتفع الإنتاج نسبياً في العام 2018 بواقع 25 ألفاً و631 طناً من مساحة مزروعة 2685 هكتاراً، بحسب كتاب الإحصاء الزراعي 2018. 

ووفقاً للإحصاءات الزراعية للعام 2018 - 2019، فإن العائد النقدي لمحصول فاكهة الرمان مربح جداً للمزارعين، ويفوق 8 أضعاف أرباح نبات القات. حيث تشير البيانات إلى أن إنتاجية الهكتار الواحد من محصول الرمان (الغلة) تبلغ 9,546 طن/متري، في حين أن إنتاجية الهكتار الواحد من نبات القات تبلغ 1,116 طن/متري. وتحتل المساحة المحصولية لفاكهة الرمان في اليمن نسبة 2,9% من إجمالي المساحة المحصولية لجميع الفواكه في البلاد للعام 2019، منخفضةً من 3% عام 2018. 

بالرغم من الكميات المتوافرة من فاكهة الرمان اليمني في الأسواق الزراعية المحلية، إلا أن المزارعين اليمنيين يواجهون معوقات عدة في تسويق فاكهة الرمان وغيرها من الفواكه. برزت هذه المعوقات نتيجة الحرب وتأثيراتها المستمرة منذ العام 2015، وفاقمت القيود على حركة التجارة الخارجية - التي فرضها التحالف على السلع اليمنية والصادرات الزراعية - معاناة المُصدرين والمنتجين الزراعيين بدرجة رئيسية. 

في الـ25 من ديسمبر عام 2018، قررت وزارة البيئة والمياه والزراعة في #السعودية، حظر استيراد ثمار الرمان الطازج من اليمن، وأعلن حينها مصدر مسؤول في الحكومة السعودية أن هذا الحظر يأتي بعد ثبوت تجاوز متبقيات المبيدات فيها بنسبة أعلى من الحد المسموح عالمياً، وقد تسبب ذلك القرار بإلحاق أضرار مادية وخسائر على مزارعي الرمان اليمني. 

وفي أواخر سبتمبر من العام 2019، أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة رفع حظر استيراد ثمار الرمان الطازج اليمني، والبدء في السماح باستقبال الدفعات وفق الإجراءات، بعد استيفاء المصدّرين من التجار والمزارعين اليمنيين لاشتراطات الهيئة.

إلى ذلك تسببت تأثيرات الحرب غير المباشرة، بأضرار مباشرة على القطاع الزراعي بشكل عام، وزراعة الفواكه بصورة خاصة، إذ شكل شح المياه، وغلاء مادة الديزل التي يستخدمها المزارعون لتشغيل آبار الري، عقبة كبيرة أمام الفلاحين في البلاد. 

كما يواجه المزارعون اليمنيون معوقات فنية راهنة، تتعلق بضعف القدرة على تطوير طرق التخزين والتبريد، وعدم القدرة على مواكبة التقنيات الفنية الحديثة في عملية التعبئة والتغليف لمحصول الرمان، بما يمكّن المزارعين من المنافسة في السوق الإقليمية والدولية. فضلاً عن تأثيرات ظروف الحصار والأزمة الإنسانية والاقتصادية المتفاقمة في كل جغرافيا البلاد.