اليمن الإقتصادي :

 

تلقى سكان العالم ثلاثة مليارات حقنة لقاح مضادة لكوفيد-19 حتى الثلاثاء، 29 يونيو (حزيران)، لكن حملات التطعيم ما زالت غير متكافئة وما زالت البلدان الفقيرة تعاني من صعوبات كبيرة للحصول على اللقاح.

وأعطي ما لا يقل عن 3,009,773,775 جرعة لقاح في جميع أنحاء العالم، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادًا إلى مصادر رسمية حتى الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش. وبلغ معدل التلقيح 39 جرعة (الأولى أو الثانية) لكل 100 نسمة.

وفي حين بلغ عدد الجرعات المليار بعد 20 أسبوعاً من بدء حملات التطعيم الواسعة في ديسمبر (كانون الأول) والمليار الثاني خلال 6 أسابيع، استغرق الأمر أقل من أربعة أسابيع للوصول إلى المليار الثالث.

 

بالأرقام

وأعطيت في الصين أربع من أصل كل عشر جرعات في جميع أنحاء العالم، (1.2 مليار جرعة)، تليها الهند (329 مليوناً) والولايات المتحدة (324 مليوناً).

ولكن قياسًا على عدد السكان بين البلدان التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة، حلت دول شرق أوسطية في الصدارة تتقدمها الإمارات (153 جرعة لكل 100 نسمة)، والبحرين (124)، وإسرائيل (124). فهذه البلدان اقتربت من تطعيم أو تجاوزت نسبة 60 في المئة من السكان بالكامل. تليها تشيلي (118 جرعة لكل 100 نسمة)، والمملكة المتحدة (113)، ومنغوليا (111)، وأوروغواي (110)، والمجر (107)، وقطر (107)، والولايات المتحدة (98). فقد حصَنت هذه البلدان نصف سكانها بالكامل بين 46 و54 في المئة.

أما الاتحاد الأوروبي، فقد أعطى 357 مليون جرعة لما يعادل 50 في المئة من سكانه. وصار نحو 32 في المئة من الأشخاص في الاتحاد الأوروبي محصنين بشكل كامل.

 

التطعيم غير متكافئ

وفي حين بدأت معظم البلدان الفقيرة بإعطاء اللقاح، ويرجع الفضل في ذلك بشكل أساسي إلى آلية "كوفاكس" التي تجمع بين منظمة الصحة العالمية وتحالف "غافي" وائتلاف "سيبي" لتطوير اللقاحات، ما زال التطعيم ضد كوفيد-19 غير متكافئ، فقد أعطت البلدان "ذات الدخل المرتفع" (وفق تعريف البنك الدولي) في المتوسط 79 جرعة لكل 100 من السكان، مقارنة بجرعة وحيدة في البلدان "المنخفضة الدخل".

وفي حين بدأ العديد من الدول الغنية، كالولايات المتحدة وكندا وإسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي، بتلقيح اليافعين، هناك خمس دول لم تبدأ حملاتها بعد هي تنزانيا وبوروندي وإريتريا وهايتي وكوريا الشمالية.

ومن بين البلدان الفقيرة التي بدأت التطعيم، بلدان توقفت حملاتها بعد وقت قصير بسبب نقص اللقاحات، خصوصاً في أفريقيا جنوب الصحراء.

 

"أسترازينيكا" الأول

وعلى الرغم من الجدل الذي أثير حوله، يعد لقاح "أسترازينيكا- أكسفورد" الأكثر انتشاراً في العالم، وقد استُخدم في نحو 80 في المئة من البلدان والأقاليم التي بدأت بالتطعيم، أي في 171 بلداً على الأقل من 216.

ويعطى اللقاح السويدي البريطاني في البلدان الغنية حتى لو رفضه السكان في بعض الأحيان، وفي البلدان الفقيرة لا سيما بفضل آلية "كوفاكس" التي تعد المورد الرئيسي له.

وهو يتقدم على منافسيه مثل لقاح "فايزر- بايونتيك" الموجود في 102 بلد على الأقل، و"سينوفارم" و"موديرنا" في 48 بلداً على الأقل، و"سبوتنيك-في" في 41 بلداً على الأقل، و"جانسن" و"سينوفاك".

 

إندونيسا تقترب من الكارثة

قال الصليب الأحمر، اليوم الثلاثاء، إن ارتفاع إصابات كورونا في إندونيسيا يقترب من حد "الكارثة"، بفعل تفشي السلالة "دلتا" الأسرع انتشاراً وزيادة الضغط على المستشفيات.

وسجلت إندونيسيا أكثر من 20 ألف إصابة يومية بالمرض في الأيام القليلة الماضية، في موجة جديدة من الجائحة عززها ظهور السلالة السريعة الانتقال من الفيروس وزيادة السفر بعد انتهاء شهر رمضان.

وقال جان جلفاند، رئيس وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في إندونيسيا، "تدفع السلالة دلتا إندونيسيا يوماً بعد يوم إلى الاقتراب من حافة كارثة كورونا"، وحث على تحسين توزيع اللقاحات على مستوى العالم.

وأعلنت مستشفيات في مناطق مصنفة على أنها "مناطق حمراء" تجاوز طاقتها الاستيعابية، منها العاصمة جاكرتا، إذ بلغت نسبة إشغال أسرَّة العزل بها 93 في المئة حتى يوم الأحد.

واكتُشفت السلالة "دلتا" لأول مرة في الهند، وأصبحت مسؤولة عن زيادة كبيرة في الإصابات في كثير من البلدان.

وتعول إندونيسيا على التطعيم الجماعي لمكافحة الفيروس، لكن 13.3 مليون فقط حصلوا على جرعتي التطعيم من بين السكان المؤهلين البالغ عددهم 181.5 مليون، منذ يناير (كانون الثاني).

 

بداية رحلة جديدة

وفي بريطانيا أكد وزير الصحة الجديد، ساجد جاويد، في أول خطاب له أمام البرلمان بعد توليه الحقيبة أن الحكومة البريطانية عازمة على رفع كل القيود الرامية إلى احتواء كوفيد في إنجلترا في 19 يوليو (تموز)، وقال للنواب "لا نرى مبرراً لإبقائها إلى ما بعد 19 يوليو"، في وقت يسعى لتحسين استجابة الحكومة للوباء بعد استقالة سلفه مات هانكوك السبت.

وبدا جاويد، الذي شغل في السابق منصبي وزير الداخلية والمالية، أقل حذراً بشكل لافت من هانكوك في ما يتعلق برفع القيود، بعدما أُجلت المرحلة الأخيرة، وقال "لا يوجد تاريخ نختاره يأتي من دون أي مخاطر لجهة كوفيد، لأننا ندرك تماماً أنه لا يمكننا القضاء عليه بكل بساطة، علينا أن نتعلم التعايش معه"، وأضاف "نعرف أيضاً أن الناس والأعمال التجارية بحاجة إلى اليقين، لذا أريد أن تكون كل خطوة غير قابلة للتراجع عنها. يجب أن تنتهي القيود المفروضة على حريتنا".

وتابع "بالنسبة إليَّ، لا يعد تاريخ 19 يوليو نهاية الخط فحسب، بل بداية رحلة جديدة لبلدنا". وكانت بريطانيا بين الدول الأكثر تضرراً جرّاء الوباء، إذ سجلت نحو 128 ألف وفاة منذ تفشيه.

وعلى الرغم من بدء رفع تدابير الإغلاق الصارمة منذ مارس (آذار)، فإن رئيس الوزراء، بوريس جونسون، أُجبر على تأجيل تخفيف كل القيود الذي كان مقرراً في 21 يونيو (حزيران).

وازداد القلق بشأن ارتفاع عدد الإصابات بالمتحورة "دلتا"، التي رُصدت أول مرة في الهند، رغم تلقي نحو ثلثي البالغين في المملكة المتحدة كامل جرعات اللقاحات.